[size=21]في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، أي في العصر اليوناني بدأت محافظة الفيوم المصرية رحلتها مع الشهرة حين اطلق عليها حكام مصر آنذاك “مدينة التمساح” نسبة للإقليم المحلي الذي كان يسمى عند الفراعنة سبك ثم اطلق عليها اليونانيون عليها اسم “أرسينوي” وهو اسم زوجة “بطليموس الثاني” الشهيرة باسم “فيلادلفيوس” لإهدائه الاقليم لزوجته لتستمتع بما يدره عليها من خيرات.وفي العصر القبطي (منتصف القرن الميلادي الاول) تغير اسمها إلى “بيوم” ومعناه المياه إشارة إلى كثرة المياه فيها، ثم تحور هذا الاسم إلى “فيوم” وهو الاسم الذي تعرف به هذه المنطقة حتى اليوم.وقد اطلق الاسم ايضا على العاصمة الحالية للمنطقة وهي مدينة الفيوم، حيث كانت العاصمة السابقة في منطقة “كيمان فارس” بالقرب من وسط مدينة الفيوم.
وتتميز الفيوم عن سائر واحات مصر بأنها لا تشرب من مياه العيون الغنية التي تمتلكها فقط، ولكنها تروي حدائقها الغناء من نهر النيل، وهي ليست مدينة ساحلية، إذ إنها تقع في قلب مصر، لكن الطبيعة لم تحرمها من اجمل شواطئ على أحد اكبر واشهر البحيرات في مصر وهي بحيرة قارون.
وتقع الفيوم على بعد مائة كيلو متر جنوب القاهرة، ولكونها منطقة ذات مواصفات خاصة فقد منحها التاريخ افضل كنوزه، وترك فيها اخلد بصماته، ومنحتها الجغرافيا أحلى المميزات المناخية والطبيعية فيما ترك التاريخ فيها العديد من الآثار والبصمات في لوحات فنية رائعة تعد مثلا جليلا لرقي التصوير في العصر الروماني وهي اللوحات التي اشتهرت باسم “صور الفيوم” التي تعكس تاريخ تلك المنطقة في العصر الروماني وقيمة فن التحنيط المصري القديم، والحضارة اليونانية.
وتعتبر وجوه الفيوم حلقة الوصل بين فن التصوير قديما وفن التصوير في العصور الوسطى وهذا يجعل لها اهمية فنية وتاريخية كبيرة وفريدة بعد أن فقدت نماذج فن التصوير في العصور القديمة، فضلا عن كونها تشكل لحظة مهمة وحاسمة في تاريخ وتطور الرسم القديم وأنها نقطة البداية للمرحلة الفنية للتعبير عن عصور الفن المسيحي والموزاييك البيزنطي كما تعد اقدم رسم على الخشب.
وتستهوي الفيوم هواة الراحة والهدوء وعشاق الطبيعة والجمال لكثرة ما بها من حدائق الفاكهة والمناظر الطبيعية الخلابة وقد ساعدها على نيل هذه المكانة، طبيعة أرضها التي تختلف مستوياتها ارتفاعا وانخفاضا وكذلك السواقي والطواحين التي تتميز بها وتدار بقوة اندفاع المياه، والتي لا تزال تعمل حتى اليوم.
وهذه السواقي (النواعير) تتخذ الفيوم منها شعارا لها، فضلا عن إعدادها كمزار للسائحين في وسط المدينة، حتى أصبحت زيارة الفيوم مقرونة بنواعيرها المنتشرة في وسط المدينة او الأخرى المنتشرة في بعض أريافها.
وتختلف الفيوم في طبيعتها عن وادي النيل فرغم انها تعتمد في ري ارضها على مياه النهر الذي تصلها به قناة تبدأ بالقرب من مدينة أسيوط في مصر العليا “بحر يوسف” الا أن بها بعض العيون العذبة التي تنتشر في قرية “السيللين” حيث تندفع هذه المياه من باطن الارض وهي القرية الوحيدة في الفيوم التي تضخ مثل هذه المياه، التي يعتبرها الخبراء تحتوي على عناصر الكالسيوم مما يجعلها وسيلة للاستشفاء.
وتعد هذه العيون الطبيعية أحد المزارات التي يتوقف عندها الزائرون للفيوم الذين يتنوعون بين سياحة عربية وأخرى اجنبية، الأولى خليجية والثانية أوروبية.
ومن المواقع التي تبدو فيها هذه العيون الطبيعية أيضا وادي الريان، ذلك الوادي الذي تتدفق منه ثلاث آبار، وهو يعتبر محمية طبيعية لغناه بالتكوينات الطبيعية والشلالات والحيوانات البرية والطيور ويقع في أقصى الغرب من مدينة الفيوم.
وغالبا ما يزوره السائحون عن طريق سيارات مجهزة خاصة أن الطريق إليه صعب وشاق بسبب صعوبة المنحنيات التي تعترض الزائرين. ويقصد هذا الوادي بعض المرضى للتداوي من بعض الأمراض الجلدية أو الاستمتاع برؤية العيون، والتي اكتشفها بعض رعاة الجمال والملاحين، عندما مروا على منطقة العيون عام 1979 وهي عيون دافئة شتاء وباردة صيفا كما ترتفع المياه في الآبار نتيجة زيادة الضغط على الرمال فترتفع المياه.
والطريف عند زيارة هذا الوادي يلاحظ الزائر بئرا ومن فوقها بئر صغيرة وسط أراض رملية لا يتعدى قطرها مترا واحدا نسجت الأعشاب خيوطها حول فوهتها وتخرج منها مياه غزيرة لحظات ثم تتدفق منها بغزارة فالرمال ترتفع في قاع البئر فيزداد عندها تدفق المياه.
والمدهش في هذا المنظر أنه كلما اقترب الزائر من البئر نلاحظ تدفق المياه اكثر وأكثر وبالابتعاد عنها تكاد تتوقف المياه نهائيا مع العلم أن البئر تبتلع أي شيء يسقط فيها.
أما بحيرة قارون ذاتها فإنها ملتقى لهواة الصيد حيث تكثر بها اسماك “البوري الطوبار، الصول، سمك موسى، البلطي” ويتجول على شواطئها صيادو الطيور التي تكثر فوق البحيرة منذ فصل الخريف وحتى بداية فصل الربيع.
أما في الأجزاء الصحراوية فتمارس رياضة صيد الأرانب البرية والغزلان وحول بحيرة قارون تنتشر المشروعات السياحية التي كانت تستقبل فيما مضى عشاق الجمال والهدوء والطبيعة في القاهرة والمدن المجاورة.
أما اليوم فقد تدفق عليها سياح من خارج مصر أيضا وتشكلت أسواق سياحية وضعت الفيوم على خريطة السياحة المصرية لتصبح المنطقة من اشهر مناطق السياحة الريفية.
وتستهوي الزائرين آثارالفيوم التاريخية، والتي ترجع إلى الأسرة الفرعونية الثالثة عشرة (ألف عام قبل الميلاد) حيث اهتم امنمحات الاول بتوسعة الرقعة الزراعية في تلك المنطقة كما حفر قناة من النيل حتى شمال غرب محافظة بني سويف لري المزيد من الأراضي ثم جاء “امنمحات الثالث” فشق بحيرة موريس لتخزين المياه. فشق بحيرة موريس لتخزين المياه.
</A>
</A>
بحيرة قارون
</A>
</A>
</A>
قصر ثقافة الفيوم
</A>
</A>
</A>
قصر قارون
</A>
بحيرة قارون
[/center]